28‏/9‏/2017

إدارة الموقع

سلسلة بين الحجة وأنصاره - الجزء السادس


بسم الله الرحمن الرحيم
(إنَّ الذينَ يُبايعونك إنَّما يُبايعون الله . يدُ الله فوق أيديهم . فمن نكث فإنّما ينكثُ على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسؤتيه أجراً عظيما) صدق الله العلي العظيم .
بعد أن تمت معرفة الإمام الحُجَّة (عج) الواجبة كان لابد لنا أن نبحث عن مفردات ومصاديق القُرب إليه بروحنا وعقولنا ومسيرتنا العملية لأنها تُحقِّق الإمتثال ، وكان من جملة ذلك هو تتبع أخباره وأوامره ونصائحه والصبر على الانتظار بإيمانٍ راسخ وعقيدة ثابتة مع تحمل البلاء الذي فيه تمحيصٌ وغربلة للناس أجمعين ، وينبغي العلم أنَّ من جملة أسباب تأخير ظهوره (عج) هو التمكينُ للطامحين بالحُكم من الحُكم والحاكمية لإلقاء الحُجَّة عليهم أمام الله والناس أجمعين والتعريف بمسيرتهم وتطبيقاتهم المنحرفة الظالمة لكي لا يأتي أحدٌ للإمام (عج) حين قيام دولته العالمية العادلة فيقول له:(لو حَكَمنا لعدلنا ) أي لو أتيح لنا فرصة الحُكم وحكمنا لعدلنا كما تعدل الآن ، وهذا أحد أسباب طول الانتظار وتأخير الظهور، وهكذا يزداد طُلاَّب الحُكم فيحكمون بلا حاكمية شرعية عادلة و بتطبيقاتٍ ظالمة تحت مُسَمّياتٍ وعناوين متعددة ومناهج مُختلفة ووسائل وآلياتٍ يتوهمون صحتها وعدالتها ، وفي نظري أنَّ مناهج الحكم إذا انتهت تحت عناوينها المختلفة ولم يبقى منهج على الأرض إلا ويحكم في إطار دولة كان حينئذٍ عنصر الظهور قريباً جداً لتحقيق الدولة العادلة الموعودة ، فعن أبي عبد الله (ع) أنَّه قال:( ما يكون هذا الأمر حتّى لا يبقى صنفٌ من الناس إلاّ وقد ولّوا على الناس حتى لا يقول قائل : إنَّا لو ولّينا لعدلنا ، ثمَّ يقوم القائم بالحق والعدل ) الغيبَة للنعماني / ص282 .
وعن أبي - جعفر (عليه السلام) (( قال : دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا لئلاّ يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذ ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله عَزَّ وَجَلَّ:((والعاقبة للمتقين))
، كتاب الغيبة للطوسي/306 . ط1 تعليق الغفاري.
اللهمَّ إنَّا نرغب إليك في دولةٍ كريمة ، تُعزُّ بِها الإسلامَ وأهلَهُ ، وَتُذِلُّ بها النفاقَ وأهلَهُ وَتجعَلُنا فيها من الدعاةِ إلى طاعتك ، والقادةِ إلى سبيلك ، وترزُقنُا فيها كرامة الدنيا والآخرة .

 سلسلة بين الحجة وأنصاره - الجزء السادس

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

تنبيه
  • قبل كتابتك لتعليق تذكر قول الله تعالى: ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))
  • شكرا لك