27‏/9‏/2017

إدارة الموقع

كلمة حول استشهاد الشيخ النمر "طاب ثراه"


قال الله تعالى : (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )) الشعراء / 227.

من السنن الإلهية أن الظلم لا يدوم وعلى الباغين تدور الدوائر لينقلب كيدهم إلى نحورهم ، ومن هذا المنطلق الإيماني الثابت بالأدلة والتجربة أنَّ القمع والاضطهاد بمختلف مراتبه لا يكون علاجاً ناجعاً لإشكاليات الشعوب بل لابد من اطلاق حرية التعبير عن حقوقهم ورعاية مصالحهم وتوفير الخدمات والأمن والأمان لهم ليشعروا بوجودهم واحترام كيانهم ويلمسوا حقوقهم على كافة المستويات بعد اشراكهم في الرأي والعمل السياسي والوظيفي لتستفيد الدولة من الخبرات والكفاءات والطاقات المختلفة واستيعاب كافة مكونات الشعب بعد إزالة النظم والقوانين والتطبيقات الفاسدة التي تنتهك الحقوق الانسانية وتُمارس العداوة الطائفية وتستعمل سياسة الإقصاء والحصار وتكميم الأفواه وبالتالي الحكم على الآخرين بالكفر علانية من على المنابر والقنوات الفضائية والمناهج الدراسية مع استباحة دمائهم .

وكان نتاج هذه السياسات الخاطئة والظالمة والمنافية للمبادئ والقيم الإنسانية قيام السلطات السعودية بتنفيذ الإعدام بحق الشهيد العالم والحجة الفاضل الشيخ نمر باقر النمر (طاب ثراه) وجمع من المؤمنين وفق محاكمة صورية ودوافع سياسية وطائفية بسبب ممارسته لحقه المشروع في التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق العادلة ، فتَوَّج نضاله بالشهادة فهنيئاً له هذه الخاتمة الشريفة ، وبدورنا نستهجن ونستنكر وندين هذه المسلكية العدوانية الظالمة والمواقف الطائفية لتحقيق أهداف ومصالح صهيوصليبية لقمع المقاومين الأحرار في العالم .

ولا يفوتنا أن نعزي العوائل المفجوعة وجميع أحرار العالم بهذا المصاب الجلل ونسأل الله تعالى أن يُعَجِّل فرج ولينا وإمامنا صاحب العصر والزمان (عليه السلام) ويرحم الشهداء ويدخلهم الفسيح من جناته ويُلْهِم ذويهم الصبر والسلوان وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ابو الحسن
حميد المقدس الغريفي
النجف الاشرف
التاريخ / 4 ـ 1 ـ 2016 م
الموافق / 23 ـ ربيع الاول ــ 1437 هـ

كلمة حول استشهاد الشيخ النمر "طاب ثراه"

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

تنبيه
  • قبل كتابتك لتعليق تذكر قول الله تعالى: ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))
  • شكرا لك