2‏/3‏/2017

إدارة الموقع

الأسرة الغُريفية

وهي أسرة علوية حسينية موسوية أَصيلة في النسب عريقة في العلم حتى أشتهر رجالها بمرجعيتهم في الفقه والأصول والعقائد وغيرها من العلوم والمعارف الإسلامية كما وقد عرف عنهم بتقدمهم في التضحية والجهاد .
وهذه الأسرة يرجع نسبها إلى الإمام موسى الكاظم (ع) من طريق (إبراهيم المُجاب بن محمد العابد) الضرير الكوفي الذي هاجر من المدينة المنورة إلى الكوفة العلوية في عهد الدولة العباسية ، ومن ثم - بعد مقتل المتوكل العباسي - هاجر إلى مدينة كربلاء المقدسة وقد عرف عنه كثيرا أنه كان يدعوا الناس بشدة لزيارة جده الحسين (ع) ولما سافر في إحدى زياراته إلى كربلاء سَلَّم على الحسين (ع) فأجيب (وعليك السلام يا ولدي) كما في تحفة الإزهار لابن شدقم . حتى اشتهر بالمُجاب ، ثم استوطن كربلاء وكان أوَّل علوي سكن الحائر الحسيني وأقام فيه حتى توفي هناك حيث قبره المعروف ، ثم إن نجله محمد الحائري المعروف بـ (العقار) الذي توفي في واسط العراق ودفن في قرية الخابورة على بُعد فرسخين من مدينة الحي المعروفة بالعكار حيث فرَّ من الحائر الحسيني إلى واسط بعيداً عن أنظار السلطة العباسية إثر حوادث دامية نشبت في كربلاء .

وفي حوادث متوالية من القتل والتشريد وسفك للدماء وما شابهها التي تعرضت لها ذرية ابراهيم المجاب فقد حصلت لهم الهجرة في سنين متأخرة إلى البحرين وكان أول من هاجر من كربلاء إلى البحرين واستوطنها السيد السعيد أبو الحسين الحسن سنة 919 هـ والذي أعقب أبا محمد الحُسين الغريفي الذي جاءت تسمية الأسرة من خلاله وذلك نسبة إلى قرية (غُريفة) إحدى قرى البحرين بجنب الشاخورة التي سكنتها الأسرة وكان السيد الغريفي فيها مرجعاً للبحرين في القرن العاشر الهجري .
وفي سلسلة هذا النسب الطاهر هو السيد المُقدَّس احمد الغريفي المعروف بـ (الحمزة الشرقي) عالم البحرين وكبيرها ، المدفون في الديوانية حينما جاء من البحرين لزيارة جدِّه فقتله اللصوص مع زوجته وابنه السيد منصور في موقع دفنه الشريف .
وبعد ذلك هاجر السيد علي الكبير بن السيد إسماعيل إلى النجف الأشرف وكان أول غريفي هاجر إليها من البحرين سنة 1224 هـ .
والأسرة الغريفية اليوم كبيرة ومنتشرة في عموم أرجاء العالم كما في العراق والبحرين والسعودية والكويت وسوريا وإيران وغيرها من بلدان العالم .
كما إن كتب التراجم والرجال مليئة بذكر تراجم علماء السادة الغريفية ، وما زالت هذه الأسرة تنجب رجالاً أفذاذاً وعلماءً كباراً ووجوهاً اجتماعية مرموقة وأدباء وشعراء معروفين وفقهم الله جميعاً لكل خير وحفظهم من كل سوء .
ولابد من التنويه على أنَّ تسمية المقدس هو لقب للأسرة وليس صفة لجميع أفرادها ، وقد عرف عن الشهيد الحجة الكبير والمجاهد آية الله السيد كمال الدين بالمقدس الغريفي لسببين رئيسيين وهما :
أولا: وراثته لهذا اللقب عن جدِّه السيد أحمد المعروف بالمقدّس الغريفي ( الحمزة الشرقي ) المدفون في الديوانية كما هو معلوم في ترجمته .
ثانياً: لقداسة روح السيد كمال الدين وصدق إيمانه وسمو ذاته ولما امتاز به من علم وافر وسلوكيات راقية وأدب رفيع ومجاهدة للنفس حتى عرفت له كرامات شهد بها كل مَن اتصل به وعرفه ، وكان لا يخاف في الله لومة لائم ولا يخشى إلا الله عز وجل ، فهو عالم بغداد ومرجعها ويتصف أيضاً بأنّه صريح ومقدام وشجاع ، وقد تُوجت مسيرته الإيمانية الصادقة بالشهادة ، فصار السيد الشهيد (قدس سره) يتصف بهذا اللقب (المقدس) وراثة من جهة جده وحقيقة من جهة سلوكه ويمكنك الإطلاع على ترجمته .
وقد عرف عن أسرة السيد الشهيد كمال الدين (قدس سره) بأسرة آل المُقدَّس حتى لزمهم هذا اللقب فصارت الأسرة تُلقب بالمقدس الغريفي ولكن ليس بالضرورة أن يكون وصفاً لجميع أفراد الأسرة .

no image

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

تنبيه
  • قبل كتابتك لتعليق تذكر قول الله تعالى: ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))
  • شكرا لك