هل زيارة عاشوراء من الأحاديث القدسية؟

إلى سماحة آية الله الأستاذ الفقيه السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي دام ظله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

هل زيارة عاشوراء حديث قدسي كما يقول بعض العلماء الأعلام المحققين ؟

العبد الفقير 

حسين ال حمدي

الجواب : 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

باسمه تعالى

من المعلوم أنّ زيارة عاشوراء من الزيارات الصحيحة الصادرة عن المعصوم عليه السلام والتي تحمل المضامين الرسالية العالية ذات البُعد العقدي القرآني من الموالاة والمودة والسَّلام والدعاء واللعن؛ ولذا حثّ المعصوم على مواظبة قراءتها بما لها من الفضل و عظيم الأثر  على إيمان الإنسان وقضاء حوائجه وتحصيل رضا الله تعالى بمودة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين والبراءة من أعدائهم ، وهذه الزيارة رغم ثبوتها وقداسة مضامينها إلا أننا لا نملك دليلا صريحاً قاطعاً على كونها من الأحاديث القدسية وإن أمكن القول بأنها من سنخها بلحاظ أهميتها وعظمة آثارها وشدة التأكيد على المواظبة عليها.

وأما كون سلسلة السند فيها عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عن الله تعالى فهو لا يكشف بالضرورة عن كونه حديثاً قدسياً؛ لأن الأصل في روايات المعصومين عليهم السلام هي الإخبار وليس الإنشاء، فيُخبر أحدهم عن الآخر إلى رسول الله عن جبرئيل عن الله تعالى وإنْ صدر بألفاظهم كما هو صريح كلامهم،  فقد روي عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول : حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث رسول الله قول الله عز وجل. (أصول الكافي للمحدث الكليني ج١ص٥٣/ باب رواية الكتب والحديث / حديث ١٤.

وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك؟ قال : سواء إلا أنّك ترويه عن أبي أحبُّ إليَّ : وقال أبو عبد الله عليه السلام لجميل : ما سمعت منّي فاروه عن أبي.

أصول الكافي للمحدث الكليني ج١ص٥١ / باب رواية الكتب والحديث. /حديث ٤.

 فيكون التمييز والفرز بينها مما يحتاج إلى قرائن ثابتة وواضحة الدلالة؛ لأن سند المعصوم في جميع رواياته واحد، وعند الشك فيها فالأصل عدم كونها من الأحاديث القدسية إلا ما ثبت بدليل، وهذا لا يُقلل من فضلها وعظمتها وقوة تأثيرها.

ومن القرائن التي يُعتمد عليها في الفرز والتمييز  هو أن يتصدر الحديث قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يقول الله سبحانه أو قل لعبادي أو قال الله تعالى أو ما يرويه النبي عن ربه، فضلاً عن كون مضمون الحديث فيه نفحات قدسية وأنوار غيبية يغلب عليها التذكير والموعظة والإرشاد. 

ومن الله نستمد العون والسداد. 

أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي

النجف الأشرف

٧ / رجب الأصب / ١٤٤٤ هجرية