السلطة الجنسية وإباحة الفروج
سماحة آية الله الفقيه السيد ابو الحسن حميد المقدس الغريفي (دام ظله)
تجد أغلب المتأثرين بالفكر الشيوعي والعلماني والليبرالي ينطلقون من دوافع
جنسية وعُقَد نفسية وتفسُّخ أسري مما جعلهم يختزلون هموم العالم وأزماته في
إباحة الفروج تحت عنوان تحرير المرأة وحرية الإباحة وكأنّها تُمَثّل
القضايا المصيرية للأمم والشعوب والحلول الناجعة لأزماتها وكوارثها بحيث لا
يتحقق المشروع الإنساني العالمي إلا بإبراز العورتين وإباحة الجنس وإطلاق
الغرائز الشهوانية بالشكل الفوضوي البهيمي الذي
يعيش فيه وَهْم السلطة الجنسية الحاكمة على سلوكه باشاعة الزنا بل وصل
الحال بهم لدرجة تحويل الجنس من الذكر إلى الأنثى تشهياً وبالعكس أو زواج
المثليين أو نكاح المحارم كأقبح صور الشذوذ الجنسي تأثراً بمفكري اليهود
كفرويد وأمثاله الذين يحملون العقد النفسية ويتمردون على الفطرة البشرية
ويُشيعون أمراضهم في أوساط الشعوب وتوظيفها لأهداف تخدم المنحرفين والطغاة
لتحقيق المشروع الإستكباري بعد مسخ هوية الشعوب وانحلالها عن مبادئها
وقيمها وأخلاقها بتغليب القوة الشهوانية والمسلكية البهيمية على القوة
العاقلة والاعتدال الإنساني حتى لجأوا إلى وسائل تهديم كل ما من شأنه أن
يُعرقل مشروعهم الشيطاني باثارتهم الشبهات حول الدين وأحكامه ونظامه ورموزه
الرساليين وتأسيس نظريات مناقضة وهدّامة ، ونظم إدارية واقتصادية فاسدة
كبديل عن المشروع الديني المتكامل الذي يعتبر المصدر الأساس في عالمنا
للفكر والمنهج والنظام والمطروح على لسان الأنبياء والمرسلين والأوصياء بل
صاروا يُلحدون بوجود الخالق العظيم هروباً من الإيمان بعقيدة صادقة
والإلتزام بشريعة صالحة ونظام عادل ليكشف عن عمق جهلهم وسقوطهم في حبائل
وهمية وأساطير خرافية وأعظمها نكران وجود الخالق وأنّ الوجود حدث بزعمهم
صدفة نتيجة وقوع الإنفجار العظيم من دون أن يكون له مُدَبّراً قادراً
وحكيماً ؟ ، فهل لهم أيضاً أن يعقلوا أنّ الصدفة قد أوجدت طائرة في الفضاء
تقلع لوحدها وتهبط لوحدها وتعرف طرقها وتُنَظم رحلاتها وركابها وتسير بسرعة
الضوء من دون حصول عطل فيها ولا إدامة لها ولا حوادث ولا سائق يقودها
بصورة مباشرة أو غير مباشرة ؟ ، فمن يؤمن بهذه الأسطورة والخرافة البسيطة
فهو أتفه وأسفه حينما يؤمن بخرافة وأسطورة جنونية بأنّ هذا الكون بنظامه
العجيب ودقته المتناهية وديموته لملايين السنين من دون خلل كوني فيه قد وجد
بلا موجد قدير وحكيم ويسير من دون مُدَبّر له وقائم عليه ، ما لكم كيف
تحكمون ؟ .
0 تعليق
تنبيه