بسم الله الرحمن الرحيم
حينما نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف ينبغي أن لا يُختَزل ذلك باحتفال يقتصر على إظهار الفرح والسرور بالولادة الجسدية الطبيعية التي تحدث لكل إنسان بل لابد من إثارة العقول وخلق الوعي وتبصير العالم بحقيقة هذا المولود العظيم لإدراك كل القوى والملكات والبركات الكامنة فيه مع ملاحظة كونه أشرف الخلق وحبيب الله والرسول الخاتم والمبعوث إلى العالم أجمع والذي بشّر به جميع الأنبياء والمرسلين وحدوث المعاجز الخارقة للعادة حين ولادته لنعرف أنّ هذه الولادة إشراقة نورانية لا تنقطع أطيافها إلى قيام الساعة والمستوعبة لجميع مناحي الحياة باعتبارها رسالة عالمية أسست لمبادئ وقيم وأخلاق راقية لا تتعارض مع منطق العقل والبرهان ،
ولذا ينبغي أن تكون هذه الذكرى لإحياء الروح المحمدية فينا، بإقامة الدعوة، وتطوير الخطاب، وهداية الناس بالتي هي أحسن، ونشر العلم والفضيلة، وتربية النفوس ، وقضاء حوائج المؤمنين، وبناء الفرد والأسرة والمجتمع على أسس عقلية وشرعية، وتفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي، والتعاون على البر والتقوى، ومحاربة الظلم والفساد والطغيان ، ليكون الرسول لنا قدوة وأسوة ولنكون متصلين به فكرا وممارسة، ومؤمنين بالرسالة وعاملين عليها، وعارفين بالمُرسِل، ومستعدين للآخرة لنحمل هموم الرسالة ونشعر بالمسؤولية ونؤدي الوظيفة الرسالية المتجسدة بالفكر والمعاملة الحسنة لأن الدين معاملة وأخلاق كما ورد ذلك عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي لا تنحصر بجهة محددة بل معاملة مع الله والنفس وجميع المخلوقات ولذا صار الحق لا يُعَرف بالرجال بل إعرف الحق تعرف أهله، لكي لا يقع الناس في شراك المنافقين والدجالين والملبّسين بلباس الدين كذبا وزورا والذين يرفعون العناوين والشعارات البرّاقة لخديعة الناس وسرقة حقوقهم وايقاعهم في فخ البؤس والفقر والرذيلة والتيه والضياع والفوضى، فلنكن جميعاً واعين وقدر مسؤولية إسلامنا واتباعنا لنبي الرحمة والإنسانية سيدنا ومولانا ومقتدانا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم بقائمهم يا أرحم الراحمين.
0 تعليق
تنبيه