بذل الطعام في مجالس العزاء على الميت

بسم الله الرحمن الرحيم 

إلى / سماحة آية الله الفقيه المجاهد السيد ابو الحسن حميد المقدس الغريفي دام ظله الوارف. 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

ما رأي سماحتكم في حكم الاكل من مأتم العزاء الذي تقام على الميت حيث يضطر صاحب العزاء الى بذل اموال طائلة تثقل كاهله واغلب الناس ذوي دخل محدود. 

فما هو الحكم الفقهي في ذلك وبماذا توصون في مثل هذه الامور؟ 

نفع الله بكم البلاد. 

يرجى التفضل بالإجابة مع وافر الشكر والتقدير. 

ائتلاف التسامح والتراضي المجتمعي في العراق 

عنهم الأمين العام الشيخ فاضل فاخر الزهيري

باسمه تعالى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

وبعد : 

إن طبخ أهل المصاب في مجالس العزاء خلاف السنّة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث أمر بإطعام الناس لأهل المصاب كما في قضية استشهاد جعفر الطيّار رضوان الله عليه حينما جاء نعيه حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((اصنعُوا لآلِ جَعفَرٍ طعامًا؛ فقد أتاهم ما يَشْغَلُهم، أو أمْرٌ يَشْغَلُهم)). 

ثُمَّ إنّ قيام أصحاب المصاب بإطعام المُعزين فيه عُسر وحرج عليهم، وربما يؤدي إلى تحميلهم ما لا يُطاق كاضطرارهم  إلى الإقتراض، وهو أمر قبيح. 

وقد قال الإمام الصادق عليه السلام : ((الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية، والسُنّة البعث إليهم بالطعام كما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آل جعفر بن أبي طالب عليه السلام لمّا جاء نعيه)). 

وفي رواية أخرى عن الصادق عليه السلام أنه قال : ((لمّا قُتِل جعفر بن أبي طالب عليه السلام، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام أن تأتي أسماء بنت عميس ونساءها وأن تصنع لهم طعاماً ثلاثة أيام، فجرت بذلك السنة)). 

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : (ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا الطعام عنه ثلاثة أيام). 

وبالتالي فإنّ الأكل عندهم مكروه أيام المصيبة؛ ولذا ينبغي على المؤمنين مراعاة ذلك وتجنب الأعراف الفاسدة ليكونوا عَوناً لأهل المصاب فيواسوهم بذلك وليس لمزاحمتهم واحراجهم، بل إنّ الطبخ والبذخ أيام العزاء ليس من دواعِ المفاخر والتباهي والرفعة، كما أن عدمه ليس نقصاً وعيباً بل هو تطبيق لسُنّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولانشغالهم بما هو أهم وهو العزاء أيام المصاب.

أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي

النجف الأشرف

٢٤/جمادي الأولى /١٤٤٥ هجرية