الفساد والعلو الأخير

الفساد والعلو الأخير 

............................ 

قال تعالى : (وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا * فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا ) الإسراء ٤-٥. 

ليس من الرجولة والشجاعة والإقتدار بعث رسائل مصورة عبر بعض القنوات الضالّة تحكي تهديدا ووعيدا باستهداف بعض الرموز الدينية التي طالما قضت حياتها في طلب العلم وتعليمه وارشاد الناس ومساعدتهم ونشر السلام وحفظ النظام، ولا يخفى على العقلاء في العالم بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية ودولهم ومنظماتهم الأمنية والحقوقية أنّ الإساءة لهذه الرموز بأي نحو من الأنحاء يؤدي إلى ردود فعل عالمية لا يُحْمَد عقباها لإمكان خروجها عن السيطرة، وهذا مما لا يحقق مصلحة للمجتمع الدولي ولأيِّ نظام سياسي أو طائفة دينية؛ وعليه لابد من إبعاد الحمقى والمرضى والمجانين والمجرمين عن أماكن صنع القرار في حاكمية الدول والنظم العالمية ومحاسبة مَنْ يتعدى الخطوط الحمراء ؛ لأن الفتنة والخطر سيُهَدّد الجميع ويرتد بالسوء أكثر على الظالمين من قتلة الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصالحين.

( وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ) الشعراء / ٢٢٧.

أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي

النجف الأشرف

٤ / ربيع الآخر / ١٤٤٦ هجرية 

٨ / ١٠ / ٢٠٢٤ ميلادية