25‏/5‏/2020

إدارة الموقع

مائدة العيد



مائدة العيد
بقلم / سماحة آية الله الفقيه السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي (دام ظله)

قال تعالى : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ / المائدة - ١١٤.
العيد في اللغة اسم لما عاد إليك في وقت معلوم، واشتقاقه من عاد يعود فأصله هو العود، فسُمّي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح جديد، فتبتهج لذلك الروح بالنعمة لا من حيث أنها نعمة، بل من حيث أنها صادرة عن المنعم، لتمنح المؤمن مزيداً من الرعاية والاطمئنان والتسديد، ولذا قال أمير المؤمنين عليه السلام : وكل يوم لا يُعْصَى فيه فهو عيد.
وفي الوقت الذي نجد حواري النبي عيسى عليه السلام يطلبون منه مائدة من السماء لأن الجوع قد غلبهم وأرادوها أن تكون  لهم آية وعيداً، وكذلك حال حواري النبي موسى عليه السلام الذين طلبوا منه أن يؤمنهم من خوف، بخلاف حواري نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين آمنوا بالله، وصدّقوا نبيه، وسلّموا إليه تسليما مطلقاً، فلم يطلبوا إلا رضا الله تعالى ورضا رسوله، فبذلوا أموالهم وأنفسهم وصدقوا ما عاهدوا الله عليه لأن ّ رضا الله غاية الغايات.
وعليه نحن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عيدنا هو تحصيل رضا الله تعالى بقبول صيامنا وقيامنا وأعمالنا وموالاتنا لمحمد وآل محمد، وبذل مهجنا في سبيله، وتعزيز قوتنا بوحدتنا والعمل بالتعاون والتكافل والإيثار والتواصل، والتزام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  والدعوة لنشر الفضيلة واجتناب الرذيلة والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وأعظم عيد لنا هو عودة إمامنا إلينا بالظهور بيننا لنجسد على أرض الواقع المولاة والطاعة والنصرة والتضحية بين يديه من أجل تحقيق الأهداف العليا السامية من الدولة الموعودة والخلاص من الظلم والجور، وتعميم السلام والأمن والعدل على ربوع الأرض.
ولا يسعنا في مناسبة عيد الفطر المبارك إلا أن نهنئ أنفسنا والعالم الإسلامي والعلماء والمراجع العظام والأرحام والأقرباء عموماً، متمنياً لهم كل خير وسعادة وصحة وسلامة، ونسأله تعالى أن يدفع عنّا جميعا البلاء والوباء ومضلات الفتن، وأن يُعجِّل فرج ولينا ومولانا وإمامنا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه والذابِّين عنه والراضين بفعله والمُسَلِّمين لأمره والمستشهدين بين يديه إنَّه أرحم الراحمين.

أبو الحسن حميد المقدس الغريفي
          النجف الأشرف
   ١/شوال /١٤٤١ هجري
  ٢٥ / ٥ / ٢٠٢٠ ميلادي

مائدة العيد

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

تنبيه
  • قبل كتابتك لتعليق تذكر قول الله تعالى: ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))
  • شكرا لك