ذكرى مولد النور عليها السلام
..............................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-------------------------------------------
مبارك عليكم أيها المؤمنون ذكرى ولادة السيدة المعصومة فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة، رزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارتها مع الإمام القائم عليه السلام وشفاعتها في الآخرة.
فالسيدة فاطمة عليها السلام هي الطاهرة البتول والمُحَدّثة التي يعجز الإنسان عن إدراك مقاماتها لعِظَم شأنها في الدنيا والآخرة، فهي المرأة الرسالية المختارة التي اصطفاها الله تعالى لتكون بنتاً لحبيبه المصطفى، وموضع سرّه، وأنيسة وحشته، وريحانته، وبضعته، ومن حجج الله تعالى على عباده، رغم كونها ليست نَبيّة ولا إمامة إلا أنّها مستودع ربّاني وحضن رسالي لهما، وهي الميزان الملكوتي الذي يرضا الله لرضاها ويغضب لغضبها، ويؤذي الله تعالى ورسوله ما يؤذيها ، وجبت مودتها، وموالاتها ، والاستهداء بهديها، قد أفلح من والاها وخاب من ظلمها وعاداها، لم يكن لها كفؤ ليقترن بها إلا أمير المؤمنين عليه السلام خليفة رسول ربّ العالمين وباب مدينة علمه وإمام المتقين وأنه مع الحق والحق معه و.... ليُمَثلا معا كَفّتَي ميزان الإسلام الأصيل والنطق السليم ويُجَسّدا في سلوكهما منطق الحق والقرآن العظيم، وليصدر عن نوريهما أنواراً زاهرة تُضيء للبشرية طريق الهدى والحق المبين.
إذن الزهراء عليها السلام موضع فخر وعز وشموخ للبشرية جمعاء بما تمتلكه من مقامات عالية وفضائل راقية، وهي المرأة المتكاملة التي تكونت من ثمر الجنّة وأثمرت للمؤمنين الجنّة وتشتاق إليها الجنّة، فهي شخصية ملكوتية
أصلها في السماء وشخصها في الأرض؛ ولذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يسكن إليها ويرتاح في مجالستها ويشم بها رائحة الجنة.
ولذا كان من الضروري التعايش الروحي والفكري والولائي مع الزهراء عليها السلام وجعلها قدوة وأسوة وموالاة أبنائها المعصومين عليهم السلام حجج الله تعالى في أرضه والدعاء لإمام العصر والزمان الحجة بن الحسن صلوات الله عليه بالفرج ليملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا.
فهنيئاً لكم أيها المؤمنون هذه الذكرى الميمونة التي تفوح عطراً اسلامياً أصيلاً إلى قيام الساعة.
أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي.
النجف الأشرف.
٢٠ / جمادي الآخرة / ١٤٤١ هجري.
0 تعليق
تنبيه