عيد الغدير ... ايمان وعقيدة وعمل
شرع الله تعالى للمسلمين أعياداً بعد أدائهم لجملة من التكاليف الشرعية كصوم شهر رمضان وحج البيت الحرام وإقامة صلاة الجمعة، و تأدية هذه الفرائض العظيمة قربة إلى الله تعالى وابتغاء مرضاته يكون مبعثاً للمكلفين على الفرح والسرور والابتهاج لِمَا في ذلك من تحصيل جوائز ثمينة دنيوية وأخروية.
وأما بالنسبة لعيد الغدير فهو أعظم الأعياد حيث به اكتمل الدين وتمت النعمة الإلهية على عباده بتعيين أمير المؤمنين عليه السلام خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإماما للعالمين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة في حديث متواتر :( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا بلى : قال : مَنْ كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه....)، فوجب لذلك الإيمان به مع ضرورة اتباعه لتكتمل به دائرة المنظومة الدينية عقيدة وشريعة حيث الإيمان مع وجوب الطاعة والاتباع حتى انعقدت لأمير المؤمنين عليه السلام البيعة العظمى مع التهاني والتبريكات بأمر إلهي وتنفيذ الرسول له ومبايعة الصحابة له على الولاية وامرة المؤمنين، ليكون هذا العيد أعظم من عيد الفطر والأضحى والجمعة وأكثر فرحا للمؤمنين وأقوى غاية وأوسع هدفا ؛ لأن به كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب، وما أعظم ذلك، كما في قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة / 3.
ولا يسعنا إلا أنْ نبارك للمؤمنين إيمانهم بهذه العقيدة الحقّة والنعمة العظيمة واتباعهم العملي لمنهج الرسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فهو إيمان على المستوى الشخصي، وعقيدة حقّة في الدين الأصيل، وعمل بالولاء والبراء. ومن هنا نقول : الحمد لله على إكمال الدين واتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولايته، ونسأله تعالى الثبات على هذه الولاية والسير على خطى الإمام بحق محمد وآله الأطهار .
ابو الحسن حميد المُقدَّس الغريفي
النجف الاشرف
١٨-ذو الحجة-١٤٤٢هـ
29 / 7 / 2021 م
0 تعليق
تنبيه