9‏/10‏/2021

إدارة الموقع

الإنتخابات وازدواج الشخصية العراقية



الإنتخابات وازدواج الشخصية العراقية 

---------------------------------------

بالأمس القريب كان الناس يرفعون أصواتهم بترديد شعار " لبيك يا حسين "، واليوم صاروا يرددون " لبيك يا يزيد".

وهذا يعني إنهم على استعداد تام لقتل الحسين عليه السلام من جديد وسبي عياله من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية، وهذا هو النفاق بعينه والإزدواجية في الشخصية التي يعيشها المرشح والناخب. 

ولذا لم يكن خطاب الإمام الحسين عليه السلام خاصاً بمن حضر معركة الطف في كربلاء وإنما يشمل كل الأزمنة والأمكنة التي تحمل تلك المواصفات والمواقف، حيث قال عليه السلام : " يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم..... " ، ولكن لا حياة لمن تنادي حيث تجد نسخ مكررة على طول الزمان من عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وولده حفص ، وكذا شمر بن ذي الجوشن، وحرملة، وأمثالهم. 

وللأسف الشديد كما قال الإمام الحسين عليه السلام : " الناس عبيد الدنيا، والدّين لعق على ألسنتهم يحطونه ما درّت معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديّانون". 

ولذا قسّم الإمام علي عليه السلام الناس إلى ثلاثة : " عالم ربّاني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ".

واليوم يعيش الشعب العراقي بين خيارين، إمّا أن يكون مع الحسين عليه السلام، وإمّا أن يكون مع يزيد؛ لأن انتخاب الفاسد والمجرب الفاشل يعني إنك ستقتل شعباً بأكمله، وستقتل الحسين مرة أخرى وتسبي عياله، كما تُسَبّب الأذى والضرر للإمام الحجة عجل الله فرجه وتُحْزن قلبه، وستحشر مع مَنْ انتخبته وتكون شريكاً معه رغم أنفك وتحاسب معه على كل الجرائم والمفاسد والمظالم. 

وقد قال الإمام علي عليه السلام : " مَن جرّب المجرب حلّت به الندامة".. وعن الإمام الصادق عليه السلام : " ليس لك أن تأتمن الخائن وقد جرّبته". 

فكن أيها العراقي حريصاً على صوتك ولا تمنحه الفاسدين، وعِش حُرّاً عزيزاً كريماً ولا تكن خائناً ذليلاً مهاناً ضعيفا . 

اثبت ولائك للحسين عليه السلام وانصر مبادئه وارفع بصدق شعاره" ومثلي لا يبايع مثله". 

وقد تمت عليكم الحجة مراراً وتكراراً ولا تحصدون إلا نتاج اختياركم، وقد قال الإمام الصادق عليه السلام :" مَن ائتمن غير مؤتمن فلا حجة له على الله".

كونوا أصحاء في عقولكم وأبدانكم ودينكم واختاروا المرشح المستقل الكفوء النزيه ولا تكونوا مرضى ومنافقين تعيشون انفصام الشخصية.

حفظ الله تعالى العراق أرضاً وشعباً من شيعة آل أبي سفيان وسدّد رمي الناخبين لما فيه الخير والصلاح، ونسأل الله تعالى تعجيل الفرج لصاحب العصر والزمان وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه والذابِّين عنه والراضين بفعله والمُسَلِّمين لأمره والمستشهدين بين يديه في جملة أوليائه إنه نعم المولى ونعم النصير.

أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي

النجف الأشرف

٩ / ١٠ / ٢٠٢١ ميلادية - ٢ / ربيع الأول / ١٤٤٣ هجرية.


no image

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

تنبيه
  • قبل كتابتك لتعليق تذكر قول الله تعالى: ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))
  • شكرا لك