14‏/4‏/2022

إدارة الموقع

النواصب وتحديات العصر





النواصب وتحديات العصر

....................................

من المعروف تأريخياً أنّ النواصب يُشكلون الخطر الأعظم على الأمة لكونهم عدواً داخلياً ويستهدفون في عدائهم وحربهم رموز الإسلام وقاعدة الإسلام الأصيل المتمثلة بأئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم الموالين لهم، حيث يستبيحون دمائهم، وقد أجمعت الأمة الإسلامية بكل مذاهبها على كفر النواصب لإنكارهم ما هو ضروري الكتاب والسنة من مودة أهل البيت عليهم السلام وحرمة دم المؤمن، إلا إنّ هؤلاء مارسوا قديماً وحديثاً أبشع أنواع الجرائم، حيث استباحوا كل الحُرمات والمقدسات فضلاً عن نكرانهم عظيم الفضائل والخصائص والمناقب الثابتة في حق أهل البيت عليهم السلام أو محاولتهم تسفيه ذلك بشتى الطرق. 

ولم يقتصر نصب البغض والعداء والحرب لرموز الإسلام حال حياتهم بل أشاعوا سياسة نبش القبور والتمثيل بالجثامين وحرقها أو السعي لحرث القبور وتعمية آثارها والمنع من زيارتها، وهكذا توارث النواصب هذه السياسة العدائية جيلاً بعد جيل وتزداد نشاطاً وقوة كلما استلمت سلطة أو وجدت فراغاً في الأمة أو حصلت على دعم من قوى معادية للإسلام والمسلمين من صهاينة اليهود وصليبية النصارى ليشكلوا تحالفاً استكبارياً ضد الإسلام الأصيل ورموزه الرساليين، وهذا الواقع معلوم بالوجدان لا ينكره إلا المغفلون أو الضالّون. 

ونحن في العراق وبسبب فساد العملية السياسية وفشلها وضعف الدولة بكل كيانها وفقدانها للسيادة والاستقلال والعدالة وتفشي حالة الفقر بشكل رهيب مع سوء الخدمات أو انعدامها، فضلاً عن فساد القضاء ووجود فراغ قيادي وداعوي مؤثر على الساحة وكثرة وجود الثغرات الدستورية التي أباحت الحريات الدينية والمذهبية والشخصية مع عودة قيادات ومراتب النظام البائد وبامكانيات مادية واعلامية عالية بما أدّى إلى ولادة الحركات الضالّة المؤدلجة التي تطعن بالرموز والمقدسات وإشاعة الإنحلال الخُلُقي والاباحية والشذوذ والنوادي الليلية الداعرة وما إلى ذلك من عوامل كثيرة ساعدت على تجرأ جماعات وبعناوين مختلفة على محاربة الدين ورموزه ومقدساته بشكل ملفت للنظر وتغلغلت داخل المجتمعات والحوزات لأجل التخريب وإشاعة الفوضى وارتكاب جرائم فتنوية كبرى كتهديم قبور الأئمة والصالحين كما فعلت داعش أو التشكيك بصحة هذه القبور أو بث دعوى حرمة زيارتها وأنها من الشرك بالتالي التشجيع والتحريض على هدمها علماً إنّ مراقد الأئمة عليهم السلام تضم أرواحاً حيّة مدركة عالمة تُمَثّل أقدس الأرواح البشرية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي حثّ الرسول (ص) وأئمة الهدى عليهم السلام على رعايتها وتعاهد زيارتها والدعاء عندها، وكانت سيرة المسلمين عامة المتصلة بسيرة المعصومين عليهم السلام إلا النواصب قائمة على ذلك تبعاً للأدلة الثابتة من الكتاب والسنة. 

ومن هنا لابد من القيام بعمل جماعي لا نستثني منه أحداً لنشر الوعي وتبصير المؤمنين مع اتخاذ موقف شرعي وقانوني رادع إتجاه الحركات الضالّة وقضية الانحلال الخلقي والحريات الفوضوية والفساد بكل أشكاله لوأد الفتنة وتحجيم دور الإستكبار العالمي وأذنابه في بلدنا اليتيم مع تعديل الكثير من بنود الدستور وإصلاح مواطن الخلل فيه. 

يا عباد الله اتقوا الله واعملوا صالحاً وكونوا مع الصادقين لتنجوا الأمة من مهالك قد خطط لها الأعداء ودفع لها أثماناً باهضة وذات أبعاد خطيرة على الشعب ونظام الحكم بالمستوى القريب والبعيد. 

ونختم كلامنا بقول الله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال /٢٥.


أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي

النجف الأشرف

١١/ شهر رمضان / ١٤٤٣ هجري


no image

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

تنبيه
  • قبل كتابتك لتعليق تذكر قول الله تعالى: ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))
  • شكرا لك