البقاء لله
.............
إنا لله وإنا إليه راجعون
بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل بقية السلف الصالح عمدة المحققين الزاهد التقي سماحة آية الله السيد محمد مهدي الخرسان رحمه الله، الذي يُعَدُّ مصداقاً واضحاً لما روي عن أبي عبد الله عليه السلام : " إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيهُ ثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ " / الكافي ج١ص ٣٨ /باب فقد العلماء / ح٢.
ولا شك في أنّ رحيله قد فُجِعَت به النجف الأشرف وحوزتها المباركة؛ لما له من عظيم الأثر في حركته العلمية حيث إنَّه مع كِبَر سنّه وضعف بدنه نجده دائم القراءة والكتابة والتأليف والتحقيق والإنتاج بل ومراجعة الكتابات التي تُعْرَض عليه سواء كانت حوزوية أم أكاديمية فضلاً عن مجلسه الأسبوعي العامر بالمشتغلين الحوزويين والأكاديميين.
وهذا الاشتغال جعله يتصف بذاكرة قوية بحيث يُشير إلى النصوص والأقوال من الكتب القديمة والحديثة ويُبدي فيها رأياً، وكانت لنا معه حوارات علمية نافعة مع طيب محضره ودماثة خلقه.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويُسكنه فسيح جناته ويحشره مع أجداده محمد وآله الأطهار، وأن يُلهم أهله وذويه وروّاده ومحبيه الصبر والسلوان إنه أرحم الراحمين.
أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي
النجف الأشرف
١/ ربيع ١/ ١٤٤٥ هجرية
0 تعليق
تنبيه