سؤال حول الانتفاضة الشعبانية المباركة

سماحة اية الله الفقيه السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي ( دام ظله ) .

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .

وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح الأعمال .

* ماهو راي سماحتكم بضرورة  تاصيل استذكار الانتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١م وتفعيل مضمونها الجهادي ضد الاستبداد والطغيان وادخالها بالمنهج الدراسي ؟ 

* كلمة من سماحتكم لذوي الشهداء .

* ماهو رأيكم الشرعي ودور المكلف بالتصدي للاصوات الخبيثة التي تنادي بعودة حكم البعث والطغيان ؟ 

جمع من ذوي شهداء الأنتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١ / محافظة ميسان

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نعم؛ لقد ظهرت دراسات وتحقيقات مهمة وذات أثر علمي كبير في تدوين أحداث الانتفاضة الشعبانية وتوثيقها وبيان أهدافها ورجالاتها وشهدائها باعتبارها محطة تأريخية مفصلية في حياة الشعب العراقي؛ ولذا ينبغي تنشيط ذاكرة أجيالنا بإحياء مناسبة هذه الانتفاضة المباركة في ذكراها السنوية بنحو مستمر وتدوينها في المناهج الدراسية لتكشف عن إرادة الشعب ضد الطغاة الظلاميين مع توسيع دائرة الإحياء لتشمل كل مؤسساتنا التربوية والسياسية والإدارية والخدمية وغيرها، والاستفادة من دروسها وعِبرها لتكون منارا يقتدي بها المستضعفون في النهضة ضد الظلم والطغيان والاستبداد، على مدى الحياة وجرس إنذار يهدد كيان الطغاة والفاسدين.

كما ينبغي استذكار المجاهدين والشهداء الذين يمثلون رمزا حقيقيا للجهاد والشجاعة والكرم والتضحية، واعتبارهم مفخرة حقيقية يعتز بهم كل وطني غيور.

ولا نغفل معاناة عوائل الشهداء منذ اندلاع النهضة وحتى استشهاد أبنائهم وما بعد ذلك، ولكنّ إيمانهم وصبرهم وجعل أهل البيت عليهم السلام رجالاً ونساءً قدوة لهم وأسوة خفف عليهم عظيم المصاب، فإنا لله وإنا إليه راجعون وجزاهم الله خير جزاء المحسنين. 

ولشدة المصاب وضياع الحقوق وتسلط السفهاء والحمقى والمجرمين والخائنين على مدى أكثر من ثلاثين سنة من النظام البعثي القمعي المتصف بالفساد والفشل والعمالة وتدمير الشعب وسفك الدماء الطاهرة وهتك حرماته ومقدساته وبما لا تستوعب المجلدات للحديث عن جهله وتخلفه وارهابه وسفكه للدماء البريئة وحروبه العبثية الداخلية والخارجية وما إلى ذلك؛ فإنّ الشعب لا يقبل بأي شكل من الأشكال عودة هذا النظام البائد والذي أصبح محظورا في الدستور، كما لا يطيق سماع اسمه وما زالت التحقيقات  والجهات المختصة تتابع وتلاحق رجالات هذا النظام الإجرامي الذي يشكل خطرا وتهديدا أمنيا على الشعب بكل أطيافه.

وعليه لا يصح أن ينخدع أبناء شعبنا المظلوم بأصوات خبيثة، تروج لإعادة البعث من جديد تحت مظلة أمريكية واسرائيلية حاملاً لأهداف خطيرة وسموم قاتلة يسعى لتحقيقها الاستكبار العالمي ، وبالتالي فإنّ العاقل المؤمن لا يُلدغ من جُحْرٍ مرتين، وأن المُجَرّب لا يُجَرّب.

ابو الحسن حميد المقدس الغريفي

النجف الأشرف

٩ / شهر رمضان / ١٤٤٦ هجرية.