3‏/4‏/2019

إدارة الموقع

سلسلة بين الحجة وأنصاره - الجزء التاسع


قال تعالى : [إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ] الفتح/10.

لم يترك الله تعالى وهو الحاكم الحقيقي المطلق هذه الدنيا من دون أن يرسم لخلقه فيها خارطة طريق يستهدون بها إلى صراطه المستقيم ويجعل له خلفاء يُقيمون فيها نظاماً عادلاً على كافة الصُعُد والاتجاهات يطبقون ما أنزله الله تعالى إلى البشرية من دستور متكامل يتضمن عقيدة وشريعة وحاكمية بما لا يدع للفراغ مجالاً يستغله الطغاة والسفهاء ، وليُتِمَّ حجته على الخلق أجمعين ، ولذا لا يُنكر عاقل هذه المسلكية الإلهية في تدبير شؤون خلقه ورعاية أمرهم وحفظ نظامهم ، وعليه فقد سار الإنسان على هذه الخطوط والمنهجية العامة من صنع النظام سواء كان عادلاً أم جائراً ، حيث لا يترك أسرته أو مكتب عمله أو مؤسسته أو دولته من دون وضع نظام عام وقيادة يتبعها حفاظاً على النظام والمصلحة العامة أو الخاصة ، وبالتالي لماذا يؤمن هذا الإنسان بنظام يصنعه القاصرون والمُقَصِّرون مع اكتنافه للظلم والفساد والفشل والتبدل المستمر ومع ذلك لا يكون موضع رضا وقناعة واطمئنان ، في حين يتمرد ويرفض النظام والسنن الإلهية النازلة من لدن الخالق الحكيم والعادل المطلق التي تتلائم وتنسجم مع طبيعة الخلق وترعى مصالحهم وتحفظ حقوقهم أجمعين ، وهي منظومة متكاملة من عقيدة وشريعة وحاكمية ونظام لا تستغني عنها الشعوب والأمم إلا أنَّ الجاهل والضّال والطاغي يصنع لنفسه منظومة تستهويه وترعى مصالحه الضيِّقة وأفكاره القاصرة التي يُحارب من خلالها منظومة الأنبياء والأوصياء والفقهاء الصالحة والآمنة والمطمئن إليها والصادرة عن الله عزَّ وجل ، ومن هنا ينبغي أن يُدرك العاقل ضرورة متابعة المنظومة الإلهية واجتناب المنظومة البشرية القاصرة حفاظاً على أمن الإنسان ورعاية لحقوقه وصوناً لمقدساته ، ولذا لابد من متابعة حاكمية الفقهاء الجامعين للشرائط بعد الغيبة الكبرى كما هي وصايا أهل البيت (عليهم السلام) ، واجتناب حاكمية الطاغوت من المستبدين والسفهاء والأحزاب الذين مزّقوا وحدة الأمة وعاثوا في الأرض الفساد .

 سلسلة بين الحجة وأنصاره - الجزء التاسع

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

تنبيه
  • قبل كتابتك لتعليق تذكر قول الله تعالى: ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))
  • شكرا لك