الغدير كمال الدين وتمام النعمة
..........................................
كمال الدين بتبليغ ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وبيعته على الإمامة والخلافة بحيث لا يحتاج الدين إلى شيء خارج عن ذلك؛ وبهذا قد تمت النعمة الإلهية بالكشف عن المرجعية الواقعية التي تُعَد امتداداً طبيعياً للرسالة في الدعوة والتبليغ والبيان والحاكمية ، حيث صدر الأمر الإلهي الشديد بضرورة التبليغ مقروناً بالتهديد مع التعهد بعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الناس وتقولاتهم واعتراضاتهم.
فكانت البيعة الغديرية هي التحول المفصلي والخطوة العملية في إثبات الإمامة وبيان سلسلة حجج الله على خلقه بتعيين خطي الولاء والبراء في الأمة ورسم خارطة العمل الإسلامي في جهات العقيدة والشريعة والحاكمية، ومن لم يكن ولاءه غديريا فقد انحرف عن الإستقامة والإعتدال والحجة الشرعية والعقلية.
فهنيئاً لكم أيها الموالون المخلصون بالتزام هذا المنهج والثبات عليه واحياء ذكرى تبليغه قولاً وعملاً باعتباره العيد الأكبر.
ولعظمة هذا الأمر الرسالي فقد كان له أبعاد عقدية وتشريعية حيث لابد من الإيمان بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام وخلافته بلا فصل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باعتبارها أصلا عقديا وما يلزم ذلك من موالاته ومتابعته ونصرته والأخذ عنه بلحاظ الوجوب التشريعي الذي وإنْ ذُكِرت الولاية مع الواجبات الفرعية من الصلاة والصيام إلا أنها امتازت عنها بكونها شرطاً في قبول الأعمال بل هي مفتاحهن.
إذن الولاية لها جذرها العقدي الإيماني وهي الامامة التي يجب على الأمة الإيمان بها والعمل بلوازمها من الحب والمودة والطاعة والنصرة والأخذ عن الإمام بحيث يكون الإمام أولى بالمؤمنين من أنفسهم، مع اقتران ذلك بالبراءة من الأعداء.
فالحمد لله الذي جعلنا وإياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ونسأله تعالى الثبات على ولايته والسير على خطاه، كما نسأله تعالى تعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه والذابِّين عنه والراضين بفعله والمُسَلِّمين لأمره والمستشهدين بين يديه في جملة أوليائه بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها.
أبو الحسن حميد المُقَدَّس الغريفي
النجف الأشرف
ليلة الثامن عشر من ذي الحجة / ١٤٤٤ هجرية.
0 تعليق
تنبيه