فيما أفاده سماحة آية الله المُقدَّس الغريفي (دام ظله) حول أحداث البحرين : إنَّ الساحة العربية اليوم تعيش إتجاه حُكّامها أزمة ثقة وأزمة حرية وأزمة شرعية ولذا خرجت بتظاهرات واسعة وانتفاضات عارمة
تحكي صريحاً واقع الشعوب الرافضة لحكامها الطغاة ومسيرتهم الضالّة في مناهجهم وتطبيقاتهم مما يكشف انعدام التواصل والتحاور بينهم الذي دعا الشعوب إلى الإعلان عن سقوط هذه الحكومات لتمثيلها ، ولذا ينبغي أن تخضع هذه السلطات الحاكمة لإرادة شعوبها وتنفيذ مطالبها بدلاً من الإيغال في الإستبداد والقهر والإستعانة بالخارج لقمع شعوبها وشعوب المنطقة الداعية للتحرر والعدالة كما حدث في العراق أن أرسلوا الطائفيين الذبّاحين والانتحاريين بأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة بعد سقوط النظام البعثي البغيض ، وكذا في جنوب لبنان واليمن والبحرين وغيرها حيث التدخل السياسي واللوجستي والعسكري السعودي مع دول أخرى لتمارس تدخلاً سافراً وبدواعي طائفية خدمة لمشاريعها الضيِّقة وتلبية لمخططات الإستكبار العالمي وحروبه داخل ما يُسمّى الشرق الأوسط وبالأخص الدول الخليجية النفطية الواقع معظمها تحت إرادة أمريكا وإسرائيل ، وكان الأجدر بـ [درع الجزيرة] اليوم وبالأخص السعودية أن لا يستعمل جيشه وسلاحه الفتّاك حرباً على الشعب العربي المسلم الثائر في اليمن والبحرين بل كان عليه أن يُثبت هويته العربية الإسلامية ويذهب لنصرة الأخوة في جنوب لبنان عام 2006 م وفي غزّة عام 2008 م وما عانوه من مجازر ومحارق على أيدي الصهاينة ، بل كان عليهم أن لا يُفَرِّقوا ويًميِّزوا طائفياً بين شعوبهم ويُمارسوا التهميش والحبس والقمع كما في مواقف حُكّام السعودية إتجاه شعبهم في الشرقية وكذا طُلاّب الحرية والحقوق المدنية في الرياض وغيرها من المُدن.
ومن
هنا ندعو الشعوب المستضعفة في عموم العالم للإيمان بحقوقها والمقاومة من
أجل تحقيقها والصبر على معاناة المسيرة التحررية ، كما ندعو المجتمع الدولي
والمنظمات الحقوقية أن تكون صادقة وعادلة في تطبيق مواثيق الأمم المتحدة
لدعم الشعوب المتحررة والمطالبة بحقوقها المشروعة العادلة ، كما ونوصي
القنوات الإعلامية أن يُمارسوا المهنية بصدق وإخلاص من دون تغليب الجوانب
الطائفية على الإنسانية وأن لا يستعملوا المعايير الإزدواجية في تغطية
الأحداث السياسية أو عدم تغطيتها أو التلاعب بمسيرتها وأهدافها أو تحليل
نوايا الثُوَّار والحُكم عليهم سلباً من دون دليل ثابت بل يعتمدون التكهنات
والتحليلات والتي أغلبها ذات دوافع عدوانية لأسباب كثيرة منها الطائفية
والمصالح السياسية وبيع الذِِمَم للأجنبي وفي ذلك كلِّه مسؤولية شرعية
وأخلاقية وإنسانية ، كما ونعلن تضامننا مع الشعوب المستضعفة الثائرة وندعو
لهم بالصبر والنصر ولا سيما شعبنا العربي المسلم في البحرين الذي طالما
عانى الظلم والتمييز والإضطهاد وسياسة التجنيس والقمع ، ولكن الحق إنَّ
إرادة الشعوب الحُرّة ستنتصر وتبقى شامخة مهما علاها الغبار ولكن الأنظمة
المستبدة العميلة ستزول مصحوبة بالعار .
ابو الحسن
حميد المقدس الغريفي
النجف الأِشرف
9 / ربيع 2 / 1432 هـ
0 تعليق
تنبيه